انطلقت في مشفى دير الزور الوطني حملة طبية موسّعة لمكافحة أمراض العمى، برعاية مؤسسة البصر العالمية وبالتعاون مع منظمة الأطباء المستقلين (IDA) ومديرية صحة دير الزور، وبإشراف وزارة الصحة.
تهدف الحملة إلى فحص أكثر من 8 آلاف مريض، وتوزيع نحو ألفي نظارة طبية للقراءة، إضافة إلى تنفيذ 800 عملية جراحية لإزالة الماء الأبيض (الساد) بأحدث التقنيات الطبية على أيدي أطباء وجراحين متخصصين، وذلك ضمن مبادرة إنسانية تهدف إلى استعادة البصر وتحسين جودة الحياة لمرضى المحافظة.
وقام محافظ دير الزور “غسان السيد أحمد” بجولة تفقدية في المشفى الوطني، برفقة مدير صحة دير الزور الدكتور يوسف السطام، لمتابعة سير العمل في الحملة والاطلاع على الخدمات المقدمة للمرضى، حيث التقى بممثلي مؤسسة البصر العالمية، مثمناً الجهود الطبية والإنسانية المبذولة لخدمة أبناء المحافظة وتقديم العلاج المجاني للمحتاجين.
في تصريح خاص لمراسل شبكة الناطق قال المدير الطبي لمؤسسة البصر العالمية الدكتور “صادق محمد الدعيس” إن الحملة تأتي ضمن برنامج وطني متكامل لمكافحة أمراض العيون في سوريا، موضحًا أن المبادرة تنفذ بالتعاون مع منظمة الأطباء المستقلين (IDA) وتهدف إلى معالجة الحالات الحرجة في المناطق الأشد احتياجًا.
وأضاف الدكتور الدعيس أن اختيار محافظة دير الزور جاء لما تعانيه من نقص في الخدمات الطبية وتزايد الحالات المرضية، مبينًا أن “الاحتياج في دير الزور فاق ما رُصد في محافظات أخرى كحمص وحلب، وهو ما دفعنا لتكثيف البرامج القادمة فيها بشكل خاص”.
وأشار إلى أن تسجيل المرضى يتم عبر رابط إلكتروني تصدره وزارة الصحة أو من خلال القوائم المعتمدة لدى إدارة المشفى الوطني، موضحًا أن “أي مريض شُخّصت حالته بالماء الأبيض يمكنه التسجيل بسهولة عبر الرابط أو مراجعة المشفى مباشرةً”.
وأكد أن الكوادر الطبية المشاركة تستخدم أحدث الأجهزة المعتمدة دوليًا في عمليات الساد بالموجات الصوتية، مشيرًا إلى أن الهدف هو “إعادة النور إلى أكبر عدد ممكن من المرضى مجانًا خلال فترة قصيرة”.
من جانبه، أوضح مدير صحة دير الزور الدكتور يوسف السطام أن الحملة انطلقت يوم 4 تشرين الثاني، حيث تم إجراء 67 عملية جراحية في اليوم الأول، على أن يرتفع المعدل إلى 100 عملية مع فحص 200 مريض يوميًا للتأكد من سلامة الإجراءات الجراحية.
وأضاف أن الحملة ستستمر لمدة عشرة أيام، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد المستفيدين ألف مريض بنهاية المبادرة، مؤكدًا أن هناك حملات إضافية قيد التحضير لتغطية أكبر شريحة ممكنة من المرضى في المحافظة.
وأشار الدكتور “السطام” إلى أن القطاع الصحي في دير الزور ما يزال يواجه تحديات كبيرة نتيجة الدمار الذي لحق بالبنى التحتية خلال السنوات الماضية، مبينًا أن إعادة التأهيل والبناء ليست هدفًا بحد ذاتها، بل جزء من خطة استراتيجية أوسع تهدف إلى بناء نظام صحي وطني قائم على الكفاءة والعدالة.
كما أكد على قناعة مديرية الصحة بأهمية الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في تطوير الخدمات الطبية، لافتًا إلى رغبة سوريا في تعزيز علاقاتها الصحية مع المملكة العربية السعودية لتتجاوز إطار المساعدات المحددة إلى شراكة حقيقية قائمة على تبادل المصالح والخبرات.
واختتم “السطام” بالقول إن الحكومة السورية تسعى إلى بناء نظام صحي قوي ومستدام يخدم المصالح المشتركة السورية والسعودية، مشيرًا إلى تصريحات وزير الصحة الدكتور مصعب العلي حول وجود فرص استثمارية واعدة في مجالات إنشاء المستشفيات وصناعة الأدوية، ما من شأنه أن يدعم عملية التنمية الصحية الشاملة في البلاد.