اتفاق على وقف إطلاق النار في حيي “الشيخ مقصود والأشرفية” بعد ليلة دامية من الاشتباكات في حلب

425 مشاهدة

اتفاق على وقف إطلاق النار في حيي “الشيخ مقصود والأشرفية” بعد ليلة دامية من الاشتباكات في حلب

أكد مصدر رسمي “للإخبارية السورية” الثلاثاء 7 تشرين الأول، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب.

تفاصيل ماجرى ليلة أمس: تصعيد واعتداءات متكررة من “قسد”

جاء ذلك بعد ساعات من اشتباكات عنيفة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب بين قوات الجيش العربي السوري وقوات قسد وذلك على خلفية استهداف الأخيرة حواجز الجيش في محيط الحيين، إضافة إلى استهداف منازل المدنيين بالقذائف الصاروخية والمدفعية ورصاص القناصات.

وكان مصدر عسكري أوضح لـ “سانا” أن قوات الجيش اكتشفت أمس نفقاً لقوات قسد يربط مواقعهم بمكان خلف مواقع الجيش والأمن بمحيط حي الأشرفية، وتم تفجيره، مشيراً إلى أن قسد أعدت النفق من أجل القيام بأعمال تخريبية واستخدمته للتسلل والقيام بعمليات ضد قوات الجيش والأمن.

ولفت المصدر إلى أنه بعد اكتشاف قوات الجيش النفق وتفجيره قامت قسد بإرسال عناصرها بلباس مدني واشتبكت مع حواجز الأمن الداخلي بالعصي والحجارة لإشغالهم قبل أن تتسلل عناصر مسلحة من قبلها وتستهدف الحواجز.

وإثر ذلك بدأ الجيش بنشر الحواجز لإغلاق الطرق المؤدية للمنطقة وأعاد الانتشار في محيطها.

وأوضحت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع أن تحرّكات الجيش العربي السوري تأتي ضمن خطة إعادة انتشاره على بعض المحاور شمال وشمال شرق سوريا، وذلك بعد الاعتداءات المتكرّرة لقوات قسد واستهدافها للأهالي وقوى الجيش والأمن، وقيامها بمحاولة السيطرة على نقاط وقرى جديدة، مؤكدة الالتزام باتفاق العاشر من آذار، وعدم وجود نوايا لعمليات عسكرية.

وأشارت إلى أن الجيش يقف أمام مسؤولياته في الحفاظ على أرواح الأهالي وممتلكاتهم، وكذلك حفظ أرواح أفراد الجيش وقوى الأمن من اعتداءات قوات قسد المتكرّرة.

 

الداخلية السورية: التزام باتفاق آذار وحرص على حقن الدماء

بدوره، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا وصول نحو 25 إصابة معظمهم من المدنيين إلى مستشفيات مدينة حلب جراء قصف قسد للأحياء السكنية.

وأوضح البابا في تصريح خاص للإخبارية أن قسد تحرض أهالي حيي الأشرفية والشيخ مقصود على قوات الجيش وقوى الأمن الداخلي، وتعمل باستمرار على فتح ممرات لتهريب الأسلحة والممنوعات.

وأكد البابا أن سيطرة التيار الانعزالي داخل قسد هو ما يمنع نجاح اتفاق آذار حتى الآن.

وشدد البابا على التزام الحكومة السورية باتفاق آذار وسعيها الدائم لحقن الدماء، مبيناً أن الجهود مستمرة للحفاظ على أمن المواطنين ومنع أي محاولات لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

ولفت البابا إلى أن هناك فرصة لا تزال قائمة لتنفيذ اتفاق آذار بين قسد والحكومة السورية، مشيراً إلى أن السيد الرئيس أحمد الشرع قدم فرصة تاريخية لقسد عبر هذا الاتفاق.

 

بالمقابل فقد أدت الاشتباكات التي اندلعت منذ مساء أمس الاثنين إلى استشهاد مدني وإصابة عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال، جراء قصف نفذته قوات “قسد” على أحياء سيف الدولة والميدان وبستان الباشا والسريان في مدينة حلب.

 

ووفق مراسل الإخبارية فقد تركز الاستهداف على حي سيف الدولة، حيث أدى سقوط قذيفة هاون إلى استشهاد مدني ووقوع إصابات، فيما أسفر سقوط قذيفتين صاروخيتين على حي الميدان عن إصابة عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

 

كما طالت قذائف قسد أحياء بستان الباشا والسريان، ما تسبب بحالة من الذعر بين السكان وأضرار مادية في الممتلكات، بالتزامن مع انطلاق تعزيزات لقوى الأمن الداخلي وذلك بهدف تأمين المدنيين العالقين في منطقة الاشتباكات في مدينة حلب.

 

محافظ حلب: لا نية لأي تصعيد عسكري… وسلامة المدنيين أولوية

من جهته، قال محافظ حلب عزام الغريب في منشور عبر صفحته الرسمية إن قوى الأمن الداخلي وقوات وزارة الدفاع تسعيان للحفاظ على أمن المواطنين دون أي نية للتصعيد، موضحًا أن ما جرى هو إعادة انتشار للقوات الحكومية على أطراف المدينة بعد سلسلة من الاعتداءات والانتهاكات التي قامت بها “قسد” خلال الفترة الماضية.

وأكد المحافظ أن الحكومة تابعت الأوضاع الميدانية بالتنسيق مع وزارتي الدفاع والداخلية، وسعت جاهدة لاحتواء الموقف وضبط النفس التزامًا باتفاق العاشر من آذار، مشددًا على أن سلامة أهالي حلب كانت وستبقى أولوية مطلقة.

كما أعلن الغريب تعليق الدوام وتأجيل الامتحانات في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية يوم الثلاثاء نظرًا للظروف الطارئة، مؤكدًا أن جميع الأجهزة الخدمية والطبية والأمنية في حالة جاهزية واستنفار كامل لتأمين المواطنين والاستجابة لأي طارئ.

 

انتشار لقوى الأمن الداخلي واستقرار ميداني

صباح اليوم، شهدت المنطقة انتشارًا مكثفًا لعناصر قوى الأمن الداخلي في منطقة العوارض بين حيي الأشرفية والشيخ مقصود، وذلك لضمان استقرار المنطقة والحفاظ على السلامة العامة ومنع أي تصعيد محتمل، وسط هدوء حذر يسود المدينة بعد ليلة من التوترات الأمنية.

 

 

الأكثر مشاهدة