في حادثة صادمة شهدتها مدارس مدينة دير الزور، أقدمت إحدى طالبات الصف التاسع في مدرسة العرفي للبنات على لكم معلمة التربية الرياضية على كتفها بقوة، ما أدى إلى إصابة المعلمة بحالة صدمة وبكاء شديد، واضطرارها لمغادرة المدرسة بمساعدة زوجها وهي في حالة انهيار تام.
جاءت هذه الحادثة عقب تنبيه المعلمة للطالبة بعدم ضرب الكرة بقوة كي لا تتجاوز سور المدرسة، وذلك بأسلوب مهذب ولطيف. وأكدت زميلات المعلمة أن الأخيرة معروفة بحسن تعاملها مع الطالبات، وغالبًا ما تكتفي بقولها لهن “الله يسامحكم” عند الخطأ.
وأثارت الواقعة موجة استياء بين المعلمين والمعلمات وطالب تجمع معلمي دير الزور مدير التربية “علي الصالح” ووزارة التربية باتخاذ موقف حازم تجاه ما وصفوه بـ“الاعتداء الإجرامي على القيم التعليمية”، مؤكدين أن هيبة المعلم جزء لا يتجزأ من هيبة التعليم في سوريا.
تأتي هذه الحادثة بعد يومين فقط من إصدار وزارة التربية والتعليم تعميمًا رسميًا بتاريخ 9 تشرين الأول 2025، شدّدت فيه على ضرورة صون قدسية مهنة التعليم وترسيخ الاحترام المتبادل بين الطالب والمعلم داخل البيئة المدرسية.
وأكد التعميم منع أي شكل من أشكال الاعتداء الجسدي أو اللفظي على الطلاب، مشيرًا في الوقت ذاته إلى حرص الوزارة على حماية المعلمين من أي مساءلة غير منصفة، ومتابعة المخالفات بشكل فوري بالتنسيق مع مديريات التربية والتعليم في المحافظات كافة.
وكانت الوزارة قد أصدرت بيانًا لاحقًا أكدت فيه أن أمن وسلامة المعلمين والطلاب خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، وأنها تتابع بشكل يومي أي واقعة تمسّ الأسرة التربوية بالتعاون مع الجهات المعنية.
وجاء هذا التعميم عقب انتشار واسع لمقطع مصوّر من مدينة داريا بريف دمشق، يُظهر مديرة مدرسة تعتدي على مجموعة من الطلاب بالضرب وقصّ شعر أحدهم، وهو ما أثار موجة غضب كبيرة دفعت الوزارة لاتخاذ إجراءات فورية بحق المديرة وإحالتها للتحقيق.