“قسد” تؤخر عمليات الإنقاذ مجدداً.. وفاة طفل داخل بئر بريف دير الزور الغربي

853 مشاهدة

“قسد” تؤخر عمليات الإنقاذ مجدداً.. وفاة طفل داخل بئر بريف دير الزور الغربي

تمكنت فرق الدفاع المدني، اليوم السبت 25 تشرين الأول 2025، وبعد نحو أكثر من 48 ساعة من أعمال الحفر والبحث المتواصلة، من انتشال جثمان الطفل “عبدالله سليمان الطنش”، الذي كان قد سقط في بئر ارتوازية بعمق نحو 30 متراً في قرية زغير جزيرة بريف دير الزور الغربي، الواقعة تحت سيطرة ما تُسمى بـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وأفادت مصادر ميدانية أن الطفل كان عالقاً على عمق يقارب 14 متراً منذ يوم الخميس الماضي، في حين كانت فرق الدفاع المدني جاهزة للتدخل منذ الساعات الأولى للحادثة، إلا أن قوات “قسد” منعتها من دخول المنطقة لما يزيد على 30 ساعة، ومنعتها من عبور الجسر الترابي الفاصل بين مناطق سيطرة الدولة والمناطق التي تسيطر عليها، ما اضطر فرق الإنقاذ إلى التمركز قرب الجسر غرب دير الزور بانتظار السماح لها بالعبور.

وخلال فترة المنع، حاول الأهالي بوسائلهم البسيطة إنقاذ الطفل، إلا أن ضيق البئر وعمقه الكبير حالا دون نجاحهم في الوصول إليه. وقد عُثر عليه لاحقاً على عمق يقارب 22 متراً، بعد استكمال أعمال الحفر بمشاركة فرق الدفاع المدني، التي سُمح لها بالدخول أخيراً بعد تأخير دام لأكثر من 30 ساعة من قبل “قسد”.

وأكد الأهالي أن تأخر السماح لفرق الدفاع المدني المتخصصة بالدخول إلى موقع الحادث ساهم في تعقيد عملية الإنقاذ وأدى إلى فقدان مزيد من الوقت في التعامل مع الحادثة، مشددة على أن عرقلة وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق المتضررة تُعدّ انتهاكاً واضحاً لمبادئ العمل الإنساني وتهديداً مباشراً لحياة المدنيين.

 

حالتان خلال شهر واحد..

تُعدّ هذه الحادثة الثانية من نوعها خلال شهر واحد، إذ توفي في 7 تشرين الأول الماضي الطفل “أحمد خالد المصلوخ” (15 عاماً) بعد سقوطه في بئر ارتوازية بعمق 70 متراً في قرية أبو فاس بريف الحسكة الجنوبي، حيث حالت القيود المفروضة من قبل “قسد” دون وصول فرق الإنقاذ في الوقت المناسب، ما أدى إلى وفاته رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الأهالي.

وقال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث “رائد الصالح” عبر منصة x حينها أن هذه الحادثة المؤسفة تؤكد أن مثل هذه العمليات تحتاج فرقاً متخصصة ومدربة ومجهزة بالمعدات اللازمة، قادرة على التعامل الفوري مع الحوادث الطارئة، وخاصة في المناطق الريفية والنائية، مشدداً على أن سلامة الأرواح فوق أي اعتبار، وأن الوزارة ستعمل على مراجعة آليات الاستجابة وتعزيز جاهزية الفرق الميدانية.

وتؤكد هذه الحوادث المتكررة حجم التحديات الميدانية التي تواجه فرق الإنقاذ والطوارئ في المناطق الواقعة تحت سيطرة “قسد”، والتي تعيق تدخل الكوادر الحكومية في الوقت المناسب، ما ينعكس سلباً على سلامة المدنيين واستجابة الفرق المختصة للحالات الطارئة.

الأكثر مشاهدة