تُعد الكليجة الديرية من أشهر الحلويات التراثية في محافظة دير الزور، وتمتاز بطراوتها ورائحتها الزكية الغنية بالتوابل.
تُحضَّر من الدقيق والسمن والزيت والسكر، وتُصنع بعدة أنواع رئيسية:
- الكليجة المحشية بالتمر: وهي الأشهر، ويُمزج فيها التمر بالهيل.
- الكليجة السادة: تُقدَّم دون حشوة.
- القراص: نوع يتميّز بقوامه المقرمش



سرّ النكهة… “الحوايج الديرية”
يُضاف إلى عجين الكليجة مزيج مميّز من التوابل الديرية التي يُطلق عليها أهالي دير الزور اسم “الحوايج”، وتضم الهيل والقرنفل والقرفة والزنجبيل واليانسون والشمرة والمحلب. هذه التوابل تمنح الكليجة رائحةً فريدة ونكهة لا تُنسى، لتجعلها جزءًا لا يتجزأ من هوية المطبخ الديري.
طقوس التحضير ولمّة العائلة
ليست الكليجة مجرد حلوى، بل هي قطعة من تراث دير الزور الأصيل تعبّر عن دفء البيوت ولمّة العائلة ورائحة الأعياد. في الماضي، كانت الحبابات (الجدّات) يجتمعن قبل العيد بأيام ليُحضّرن الكليجة سويًّا في أجواء مفعمة بالفرح والحديث والذكريات.
كانت رائحتها الزكية تنتشر في الحارات لتعلن قدوم العيد، بينما تنشغل النساء بين العجن، وتشكيل الأشكال المختلفة للكليجة، ومراقبة الفرن خوفًا من احتراقها، وتنظيف الأدوات المستخدمة بعد الانتهاء.
كان وقت التحضير محبّبًا ومليئًا بالحب والود والفرح، إذ كان يرمز إلى اقتراب العيد وتجمّع أفراد العائلة حول عمل واحد يجمعهم على المودة.
يُعدّ تحضير الكليجة في المنزل تجربة جميلة تبدأ من عجن المكوّنات، ثم حشوها بالتمر أو تركها سادة، لتنتهي بخَبزها حتى تكتسب لونها الذهبي الجميل.

من الماضي إلى الحاضر..
في الوقت الحاضر، قلّت العائلات التي تُحضّر الكليجة في المنازل، واكتفى كثيرون بشرائها جاهزة من السوق، بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية وطول وقت التحضير.
ومع مرور الزمن، انتشرت الكليجة الديرية في مختلف المحافظات السورية ووصلت شهرتها إلى الخارج، لتبقى رمزًا للأصالة والكرم الديري. وما زالت تُحضَّر حتى اليوم في الأعياد والمناسبات.

أصل التسمية
أما أصل كلمة “كليجة” فيعود إلى اللغة الفارسية، ومعناها “خبز صغير معجون بالزبد”. وقد ذكرها ابن بطوطة (ت 779 هـ) في رحلته، وذلك أثناء زيارته لأمير خوارزمي، وذكر أن مائدته فيها «الطعام من الدجاج المشوي والكراكي وأفراخ الحمام، وخبز معجون بالسمن يسمونه “الكليجا”، والكعك والحلوى». كما ذكرها القزوريني (ت 682 هـ) بصيغة الجمع كليجات.
وقد ذهب آخرون إلى أن أصل التسمية تركي والبعض الآخر إلى أنها كلمة عربية محرفة من كلمة «كيالجة» التي تعني المكيال
