بعد واقعة مؤلمة هزّت الشارع السوري، أصدر القصر العدلي في دير الزور حكماً قضائياً يقضي بإعدام المتهم “يوسف أحمد الدحام” شنقاً حتى الموت، بعد إدانته بارتكاب جريمتي اغتصاب وقتل الطفلة القاصر إسراء عطالله العواد الكرطة، في جريمة مروّعة أثارت استنكاراً واسعاً بين أبناء المجتمع المحلي.
جاء الحكم بعد تحقيقات موسّعة وإجراءات قضائية متسارعة أجرتها الجهات المختصة بإشراف مباشر من وزارة العدل السورية. وأوضح القصر العدلي أن القضية أُحيلت إلى محكمة الجنايات بدير الزور التي عقدت ثلاث جلسات خلال شهر واحد من تاريخ الإحالة، كان آخرها بتاريخ 2 تشرين الثاني 2025، وهي الجلسة التي نُطق فيها بالحكم النهائي تم توثيقه بفيديو مصور نشرته صفحة وزارة العدل السورية على قناتها في التلغرام.
وقد تضمن القرار:
- تجريم المتهم يوسف أحمد الدحام، وهو من مواليد بلدة محكان التابعة لمدينة الميادين شرقي دير الزور، بجنايتي:
- اغتصاب قاصر لم تتم الخامسة عشرة من العمر، المعاقب عليه بموجب المادة 489 فقرة 2 من قانون العقوبات السوري.
- القتل قصداً للحيلولة بين الفاعل والعقاب، المعاقب عليه بموجب المادة 553 فقرة 2 من قانون العقوبات.
- الحكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت.
- إلزام المتهم بدفع مبلغ 200 مليون ليرة سورية تعويضاً لورثة الطفلة المغدورة إسراء عطالله الكرطة، على أن يُقسّم المبلغ فيما بينهم وفق الأنصبة الشرعية.
- إلزام المتهم بالرسم والمجهود الحربي
- تثبيت مصادرة الأدوات الجرمية المستخدمة في ارتكاب الجريمة، بعد اكتساب القرار الدرجة القطعية.
وأكدت وزارة العدل أن هذا الحكم يأتي ثمرة جهود قضائية وأمنية مكثفة بُذلت من أجل إنصاف الطفلة المغدورة وإحقاق العدالة، مشددةً على أن الدولة لن تتهاون في محاسبة أي مجرم
وأضافت الوزارة أن محاكمة الجاني جرت بشفافية وعلنية تامة، حرصاً على إطلاع الرأي العام على سير العدالة، وعلى التأكيد أن القصاص العادل هو السبيل الوحيد لردع كل من تسوّل له نفسه ارتكاب جرائم مماثلة.

شلع وردة من قلبي…
وقال والد الطفلة المغدورة في حديث له قبل صدور الحكم : “نحن نثق بالقضاء السوري وبالدولة ثقةً كاملة، وأمرنا عند الدولة، ولكننا نطالب بسرعة تنفيذ حكم الإعدام. لقد اقتلع هذا المجرم وردة من قلبي وجرحني لأبعد الحدود عندما ارتكب هذه الجريمة البشعة،.”
تفاصيل الجريمة ..
تعود تفاصيل القضية إلى الثامن من شهر آب 2025، حينما عُثر في بلدة محكان التابعة لمدينة الميادين شرقي دير الزور، على جثمان الطفلة “إسراء عطالله الكرطة” البالغة من العمر ثماني سنوات، بعد ساعات قليلة من فقدانها صباح ذلك اليوم.
وبحسب مصادر محلية حينها، فقد وُجدت الطفلة مُلقاةً في ساقية مياه قرب البلدة، وعليها آثار تعذيب وحروق واضحة. وذكرت مصادر محلية أن الطفلة تعرَّضت لاقتلاع عينيها قبل حرق الجثة، ما أحدث صدمة كبيرة بين الأهالي وسكان المنطقة.
وفي 13 آب 2025، أعلن العقيد “ضرار الشملان”، قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة دير الزور، في بيان رسمي، أن الجهات الأمنية باشرت فوراً بإجراءات التحقيق وجمع الأدلة الجنائية بعد تلقي البلاغ بالعثور على الجثة.
وأضاف الشملان أن الفرق المختصة تمكنت خلال فترة وجيزة من كشف ملابسات الجريمة والتعرّف على الجاني، الذي تبيّن أنه قريب للضحية، وقد اعترف بارتكابه الجريمة بعد أن استدرج الطفلة إلى منزله مستغلاً صلة القرابة بينهما، حيث أقدم على اغتصابها، ثم قتلها، ووضع جثمانها داخل خزان ماء قبل أن يتخلّص منها برميها في ساقية مياه.
وأوضح العقيد الشملان أن هذه الجريمة تمثّل اعتداءً صارخاً على القيم الإنسانية والدينية، وطعنة مؤلمة في الضمير المجتمعي، مؤكداً أن وزارة الداخلية والجهات الأمنية المختصة تتعهد بمواصلة العمل بكل جدّية لضمان أن تأخذ العدالة مجراها الكامل وأن يُنفَّذ الحكم العادل بحق الجاني وفقاً لأحكام القانون.
العدالة تأخذ مجراها..
منذ لحظة اكتشاف الجريمة، تابعت السلطات القضائية والأمنية في محافظة دير الزور التحقيقات على مدار الساعة، حيث تم جمع الأدلة، واستجواب المشتبه بهم، وتحليل النتائج المخبرية والجنائية إلى أن تم إلقاء القبض على الجاني وإحالته للقضاء الذي أصدر اليوم حكمه النهائي بعد مسار قضائي كامل استوفى جميع الشروط القانونية.

