أصدرت وزارة التربية والتعليم السورية تعميم رسمي وجّهته إلى مديريات التربية والتعليم في المحافظات كافة، حرصها على صون قدسية مهنة التعليم، وترسيخ القيم التربوية القائمة على الاحترام المتبادل بين المعلم والطالب، وتهيئة بيئة مدرسية آمنة تحفظ كرامة جميع أطراف العملية التعليمية.
وجاء في نص التعميم:
” يُمنع منعًا باتًا أي شكل من أشكال الاعتداء الجسدي أو اللفظي على الطلاب تحت أي مبرر، ويُستعاض عن ذلك باستخدام الوسائل التربوية الهادفة إلى تقويم السلوك وتعزيز الانضباط بروحٍ تربويةٍ بنّاءة، بعيدة عن الإيذاء، إضافةً إلى تطبيق العقوبات المنصوص عليها في الأنظمة الداخلية”.
متابعة فورية للمخالفات
وأضافت الوزارة أن هذا التعميم يأتي في إطار حرصها على حماية المعلمين من أي مساءلة غير منصفة أو تحميلهم تبعات غير مقصودة، مشيدةً بـ الجهود المخلصة التي يبذلها الكادر التربوي في أداء رسالته السامية، ومؤكدةً تقديرها لصبر المعلمين وتفانيهم في مواجهة صعوبات العملية التعليمية وظروفها الاستثنائية.
كما كلّفت الوزارة مديري التربية والتعليم في المحافظات كافة بمتابعة تنفيذ هذا التعميم بدقة وإعلامها بأي مخالفة تتعلق بتطبيقه، مشددة على أهمية الالتزام بأعلى المعايير التربوية والأخلاقية في التعامل داخل الحرم المدرسي.
أمن الطلاب والمعلمين “خطوط حمراء”
وفي بيانٍ لاحقٍ نشرته عبر معرفاتها الرسمية اليوم، التاسع من تشرين الأول 2025، أكدت أن أمن وسلامة المعلمين والطلاب خطوط حمراء لا يُسمح بتجاوزها تحت أي ظرف من الظروف، معتبرة أن حماية البيئة المدرسية مسؤولية وطنية مشتركة تتطلب تضافر الجهود بين مختلف الجهات الرسمية والمجتمعية.
وأعربت الوزارة عن عميق أسفها لأي حادثة تمس كرامة أو سلامة أحد عناصر الأسرة التربوية، مشددة على أن رسالتها كانت وستبقى صون هيبة التعليم وبناء الإنسان قبل العمران، وأن المعلم والطالب يشكلان جوهر العملية التربوية وركيزتها الأساسية.
كما أوضحت أنها تتابع بشكل يومي ودقيق أي واقعة تمس أمن الكادر التربوي أو الطلاب، وتعمل بالتنسيق المستمر مع وزارة الداخلية والمحافظين لاتخاذ الإجراءات الفورية والرادعة حفاظًا على سلامة الأسرة التربوية واستقرار العملية التعليمية في جميع المدارس.
واختتمت بيانها بالتأكيد على أن أمن وأمان الطلبة والمعلمين مسؤولية وطنية جامعة، وأنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان بيئة تعليمية آمنة ومستقرة، إيمانًا منها بأن كرامة المعلم وأمن الطالب يشكلان الأساس المتين لبناء وطنٍ آمنٍ ومزدهرٍ يرتكز على العلم والمعرفة.
التعميم يأتي عقب حادثة “الضرب” في ريف دمشق
جاء بيان وزارة التربية والتعليم عقب انتشار واسع لمقطع مصور من داخل مدرسة في مدينة داريا بريف دمشق، يُظهر مديرة المدرسة وهي تعاقب عددًا من الطلاب بالضرب وقصّ شعر أحدهم أمام زملائه، في مشهد أثار موجة استياء كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي لما يحمله من إساءة للقيم التربوية والإنسانية.
وعلى إثر ذلك، أعلن مدير تربية ريف دمشق فادي نزهت أن الوزارة اتخذت إجراءات فورية تمثّلت في منع المديرة من دخول المدرسة واستدعائها للتحقيق، وإحالتها إلى الرقابة الداخلية لاستكمال الإجراءات القانونية والإدارية بحقها.